الإلقاء الغير مباشر (الجزء الثانى)
الإلقاء الغير مباشر (الجزء الثانى)
تكلمنا فى الجزءالأول عن الإلقاء الغير مباشر بصفة عامة وقد أوردنا بعض الأمثلة للإلقاء الغير
مباشر ووضحنا أنه من المتصور أن يكون الإلقاء دون لقاء ، كما هو فى القنوات
الصوتية على الأنترنت أو فى المحاضرات الصوتية المسجلة ، وهذه الأخيرة أحد أهم صور
الإلقاء لذا سوف نهتم بهذه الأخيرة على وجه الخصوص . وسنفرد لها هذا الموضوع .
ونأمل بأن يكون ما نقدمه لكم يمثل معلومة مفيدة ومضيفة لكم .
الإلقاء دون اللقاء:
هذه من أصعب الصور
فى عالم الإلقاء والتى يجب أن يتعلمها الملقى الناجح ويجب عليه أن يعلم أن هذا الإلقاء له شروط
وقواعد تختلف عن الإلقاء المباشر أو الإلقاء الغير مباشر ولكنه مرئى .
وهذه القواعد هى :
يجب على الملقي أن
يتخيل نفسه فى لقاء مباشر وأمام جمهور عريض ، ونتيجة ذلك إن أى تأثير للقاء
المباشر يجب أن يحدث فى اللقاء الغير مباشر ، فيجب عليه أن يستحضر نفس المشاعر
التى كان سيستحضرها فى اللقاء المباشر ، ففى موضع الفرح يجب أن يظهر عليه الفرح ،
وليتذكر أن الجمهور لا يراه لذا يجب أن يوصل إليه ما كان سيوصله إليه فى اللقاء
المباشر ، وفى موضع الحزن يجب أن يظهر حزنه ، وفى هذه النوعية من الإلقاء يكون
لنبرة الصوت كل الاثر فى إيصال الرسالة إلى الجمهور .
فنبرة الصوت هى التى
من خلالها يمكنك أن تعبر عن الموقف ،ويجب ان يتذكر أن الجمهور لا يراه لذا يجب أن
يكون صوته واضح لأن رؤية المتحدث قد تكون عامل مساعد لفهمه كإشارات يده وتعبيرات
وجه وحركة الشفاه .وللأسف الشديد فكل هذه الأمور الرائعة غير متوفرة فى حالة
الإلقاء الغير مباشر الغير مرئى. وإن من أهم أسباب وضوح الصوت أن يكون معدل سرعة
المتحدث أبطئ من وضعه المعتاد ، أى يجب على المتحدث أن يتحدث ببطئ مع وجود إتعدال ، فلا يجب أن يسبب البطئ فى
الحديث ملل من الخطاب بل يجب أن يشعر المستمع بنفس الحماس الذى كان سيشعر به لو
كان هذا الإلقاء يتم بصورة مباشرة ، ومن الأمور الهامة التى يجب أن يراعيها الملقى
فى هذه الحالة ، الوقفات فيجب أن يتنبه إلى هذه المسألة فالوسيلة الوحيدة المتاحة
للملقى فى هذه الحالة هى صوته لذا يجب أن يستعمله أفضل إستعمال ومن الأمور التى
تساعده على ذلك هى الوقفات بإن يكون فناناً مدركاً لقيمة الوقفة والمتابعة . فهى
أمور تؤثر جداً فى المستمع وتجذب إنتباهه إلى أبعد الحدود .
ومن أهم الامور
التى يجب أن يضعها فى إعتباره ما ذكرناه فى الموضوع السابق بخصوص الإهتمام بإن الإلقاء
الغير مباشر يصل إلى أشخاص مختلفى العادات والتقاليد ومن دول مختلفة .
ويلاحظ ان من
الأمور الجيدة فى الإلقاء الغير مباشر وخصوصاً المسجل هو توافر إمكانية التصحيح
والإعادة إلى أن يتم خروج اللقاء على وجهه
الأمثل .