التدريب على الإلقاء
التدريب على الإلقاء
الإلقاء هو علم
وفن ويجب على الشخص إن أراد أن يكون شخصاً مؤثراً ذو خطاب قوى وكلمة مؤثرة ، فلابد
من أن يتقن فنون الإلقاء واحد أهم العوامل التى تلبى هذه الغاية هى التدريب على
الإلقاء ، والتدريب هذا أمر مهم جداً لما له من أثر فى صقل مهارة الإلقاء للشخص ،
وتغلبه على الحاجز النفسى ، كما أن التدريب له اثر كبير فى كسب الشخص الكثير من
الثقة بالنفس ، فكما يتدرب الممثلين يتدرب الخطباء ، كما أن التدريب على الإلقاء
يظهر الكثير من الأخطاء للشخص وبذلك ينتبه إليها الملقي ويحاول معالجتها ، وهذه
فرصة جيدة لتحسين مستوى الشخص وإظهار أخطائه مما يجعله يتغلب على هذه الأخطاء بدلاً
من أن يكتشفها أثناء الإلقاء الفعلى وهذا يكون له أثر سلبى كبير
بلا شك على الشخص
وعلى تحقيق الهدف من الخطاب .
ويوجد نقطة هامة
يجب التركيز عليها فى هذا المقام ألا وهى : إن تمكنك فى المادة الملقاة مهما بلغ
لا يغنى عن ضرورة تدريبك على الإلقاء قبل عملية الإلقاء الفعلى ، لأن المعلومات شئ
وإيصالها شئ . فكثيرين من أساتذة الجامعات على سبيل المثال لديهم علماً وفيراً فى
مجال تخصصهم إلا أن معظمهم لا يستطيعوا أن
يقوموا بإيصال المعلومة الى الطلاب .
ومن الأمور الهامة
التى يجب أن تقوم بالتركيز عليها أثناء عملية التدريب :
أن تضع نفسك فى
نفس الوضع الخاص بالإلقاء الحقيقى أو على الأقل فى ظروف مشابهة للظروف الحقيقية
والتى من المتوقع أن تحدث ، كأن ترتدى نفس الثياب ، وان تستعمل ادوات مكبرة للصوت
كالتى من المحتمل أن تستعملها ، وكذا يمكنك الإستعانة ببعض الأقارب أو المعارف
ليمثلوا لك دور الجمهور لكى يروا فيك ما لن تراه فى نفسك ، فلو أنك تتدرب بمفردك
فمن المتوقع أنهم سوف يقوموا بلفت إنتباهك إلى بعض النقاط الهامة والتى ربما يكون
لها أثر كبير فى جعل إلقائك الحقيقى أفضل . ومن الامور التى يجب أن تهتم بها وتضعها
فى إعتبارك هى أن تنبه على من يحضر التدريب من الأشخاص أن ينتقدوك ويظهروا لك ما
لن تراه فى نفسك فلا تجعل دورهم أن يقوموا بمدحك بل يجب أن يكون النقد دورهم الأساسى
فالأفضل لك أن ينقدوك على أن ينقدك الجمهور الحقيقى .
ومن الأمور
المفيدة فى هذا الشأن هى أن ترى نفسك أثناء عملية الإلقاء كأن تتدرب أمام مراة أو أن
تجعل أحد الأشخاص يقوم بتسجيل فديو لك أثناء التدريب وتقوم بمشاهدته والتركيز فى
ذلك لكى ترى ما وقعت فيه من أخطاء لكى تتجنبها فيما بعد .
وإنتبه الى نقطة
هامة أخرى وهى : كم من الوقت إستغرق الخطاب أثناء عملية التدريب وكم من الوقت
الفعلى الذى سوف يتاح لك ؟ وحاول أن تقارب
ما بين كلا الوقتين ، وإن وجدت أن الوقت الفعلى المتاح لك أقل بكثر من الوقت الذى
استغرقته أثناء الخطاب فقم بإعادة صياغة الخطاب مختزلاً الأجزاء الغير مهمة أو
الأجزاء التى تشعر أن حذفها لن يؤثر على المضمون أو يخل به .
وأخر نقطة ننوه
عنها حول التدريب هى أنه يجب عليك أن تستمر فى التدريب لعدة مرات وليس مرة واحدة
وذلك إلى أن تشعر بالثقة والتمكن فى الإلقاء .